سوق العمل كهدف للعملية التعليمية!!
شادي عمر الشربيني
على رأس الأمور التي يتم
تسويقها أنها الهدف الأول لتطوير التعليم، إن لم يعد يتم تقديمها كهدفه الأول
والأخير، هو ربط العملية التعليمية بسوق العمل.
وهذا
الموضوع أثار انتباهي ولفت نظري، فتسألت ما هذا الاختزال المخل والمجنون للتعليم؟!!
اختزال يعكس تمكن عقلية السوق ونفسيته من كل مستويات التفكير والتخطيط وترتيب
الأوليات في مصر.
هل
يعني ذلك رفضي أن يضع التعليم في اعتباره سوق العمل ومتطلباته؟؟!!
الإجابة
قاطعة.. لا أحد يمكن أن يستبعد هذا الأمر أو يستنكره، لكن المسألة هي النظر في
عملية ترتيب الأولويات ومفهوم الإنسان والمواطن في الدولة والمجتمع. أن يقدم التعليم
شخص يمتلك من المهارات التقنية والفنية والادائية ما يجعله قادر على الاندماج
السريع في سوق العمل وتلبية متطلباته في آن، أمر بالتأكيد لا خلاف عليه، ولكن قبل
ذلك.. قبل ذلك تأتي أمور أهم بكثير تمثل رأس العملية التعليمية بل وقلبها وروحها،
وهي في تقديري كالتالي:
6- الاعداد
العقلي.. عملية التعليم يجب أن تهدف إلى غرس ورعاية عقلية النمو والتعليم المستمر
والتجريب وعدم الخشية من الفشل، لأننا نتعلم من أخطاءنا ونكبر بتجاوزها وتصحيح
المسار، والتطور والنمو والتقدم له أثمانه وأعباءه التي ندفعها بروح مملؤة بالأمل
والتفاؤل والنظر إلى المستقبل وليس الانحصار في الماضي أو التعثر في الحاضر.
هذا بعض نتاج عصفي الذهني
بشأن الأهداف الأولى والرئيسية للعملية التعليمية، وبالتأكيد يمكن الإضافة لما سبق
وتعديله وإحكامه بصيغ أقوى وبكلمات وعبارات أكثر وضوحا وتعبيرا، ولكنها كلها وأكثر
منها بكثير يجب أن تكون له الأولوية في الهدف والتخطيط للعملية التعليمية، وتسبق
بشكل حاسم ما يسمى بمنح المتخرج من تلك العملية أدوات الالتحاق بسوق العمل وتلبية
متطلباته. فالراجح أن تحقيق الأهداف السابقة حتى بدون تحقيق الهدف المتعلق بسوق
العمل هو في حد ذاته كفيل بجعل تلك المسألة ثانوية وفي متناول يد كل من يحقق ويتحقق
فيه كل ما سبق من أهداف ولو بدرجات.
كما أن سيادة الاقتصاد الخدمي والريعي والتابع في مصر، يحمل شبهة واسعة حول
هدف ما يسمى بالتمكن من أدوات سوق العمل، فغالبًا نحن نقصد أدوات خاصة بالفندقة
والتخديم والترفيه والسمسرة و/أو العمل في ذيل العملية الإنتاجية ومن موقع التابع
والمنفذ لاستراتيجيات وخطط الخارج!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق